الإرشاد
هو عملية مخططة ومنظمة ، تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم ذاته ، ويعرف قدراته ،
وينمي إمكاناته ، ويحل مشكلاته ، ليصل بذلك إلى تحقيق توافقه النفسي والاجتماعي
والتربوي والمهني ، وإلى تحقيق أهدافه ،
وتتحقق
هذه العملية المهمة عادة بمجموعة من الجهود والخدمات والبرامج ، والتي يقدمها
المرشد في البيئة المدرسية بتعاونٍ وتكاتف من الجميع
.
في
الآونة الأخيرة ولله الحمد ، نرى تميزاً ملحوظاً في البرامج والمشاريع التي تقدمها
الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد ، كما أنها باتت تركز بشكل كبير على صلب العملية
الإرشادية وتحقيق أهدافها ، لكننا في الواقع ذاته نعيش أيضاً تراكما كبيراً
لهذه البرامج والمشاريع ، فالمشاريع التي تحمل هدفاً متقارباً وفي بعض الأحيان
هدفاً موحداً تجدها متناثرة ولم يتم البت في جعلها مشروعاً واحداً يُرشَّد فيه
الجهد والوقت والكلفة .
بعض
المسؤولين والقيادات في المنظمات والمؤسسات التربوية وغيرها ينتهج في العمل أسلوب
العقلية البرامجية ، والتي تركز وتنطلق من تعدد البرامج وتنوعها ، وتبني لكل
برنامج مجموعة من الأهداف تحقق رؤية البرنامج ورسالته ، بينما البعض منهم ينتهج في
عمله أسلوب العقلية الهدفية ، والتي تركز وتنطلق من الأهداف والسياسات العامة
للمنظمة ، وتضع لكل هدف مجموعة من البرامج والمشاريع التي تحققه .
الفرق
بين نهج الفئتين واضح وجلي ، فستجد أن العقلية الهدفية دائماً ما تركز على تحقق
الهدف والغاية الأساسية للمنظمة ، وقد تكتفي بالمشاريع والبرامج التي تحقق هذا
الهدف دون الحاجة إلى الزخم والكم الهائل من البرامج التي تتشابه في مضمونها وفي
غايتها ، بينما العقلية البرامجية تركيزها على الكم الهائل والتنوع في البرامج
التي قد لا تحقق هدفاً واضحاً أو تغلب هدفاً على آخر أو قد تقضي على الأهداف
الأساسية والتوجهات العظمى .
عادة
ما نرى أن أصحاب العقلية البرامجية يهتمون بالإعلام كثيراً ، ونفسهم قصير في العمل
، ولا تكاد تكتمل برامجهم على الوجه المطلوب ، كون الغاية لديهم هو البرنامج أو
المشروع بعينه ، أما أصحاب العقلية الهدفية فتحقق الهدف هو الأهم لديهم ، وتبقى
الأمور الأخرى في حكم الأدوات المساندة وليست الهدف ذاته ، كما أنهم يتميزون بطول
نفسهم في العمل وصبرهم إلى حين تحقق الهدف .
ولذا
فيرد التساؤل هنا في ظل هذا الزخم الكبير ، والكم الهائل للبرامج الإرشادية التي
تنوء بكاهل المرشد الطلابي في المدرسة ، هل هي تسير في مجال تحقيق الهدف ،
أو في مجال وجود البرنامج بحد ذاته فقط .
يا
قومنا لقد أطَّ الإرشاد بكثرة البرامج والمشاريع ، وحُقَّ له أن يئط .
دمتم
بود ..
أ .
محمد علي النصار
مشرف
التوجيه والإرشاد
إدارة
التعليم بمحافظة عنيزة .
m_a_nassar@hotmail.com
بارك الله المدونة وصاحبها ، صرخة لعلها تجد صدىً واستجابة .
ردحذف