الخميس، 1 أكتوبر 2015

خصائص النمو في المرحلتين (المتوسطة والثانوية) .


مما ينبغي التذكير به كي يكون المعلم مرشدا ومعلما قي آن واحد هو التنبيه إلى أنه يجب عليه أن يكون ملما إلى حد ما  بخصائص المراهقة وأسس الإرشاد النفسي للمراهقين ، لا سيما في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي
حتى يكون قادرا على التعامل الصحيح مع هاتين المرحلتين العمريتين للطلاب .
ومما لا شك فيه فإننا نحتاج إلى المعلم المرشد وليس المعلم المتخصص في مادته الدراسية فقط ، فنحن كمعلمين للمرحلتين المتوسطة والثانوية تواجهنا مشكلات كثيرة ترجع إلى طبيعة فترة المراهقة .
فإذا عرفنا طبيعة وخصائص ومتطلبات هاتين المرحلتين وأسس الإرشاد النفسي للمراهقين بالتأكيد سيساعدنا ذلك على حل العديد من المشكلات التي تواجهنا مع الطلاب ، ومشكلات الطلاب الخاصة التي قد يستشيرونا فيها .
ويعد النمو من الموضوعات ذات الأهمية في حياة الإنسان بعامة وفي حياة المراهقين والشاب بوجه خاص ، لما له من أثر واضح في نضج الإنسان وتطور مداركه وتحديد سلوكياته .
وتعد مرحلة المراهقة من المراحل الدقيقة في حياة الإنسان حيث يتأثر النمو في هذه المرحلة بعوامل كثيرة تستلزم إحاطتها بوسائل الوقاية والعناية والتوجيه والإرشاد .
كما أن مظاهر النمو في جوانبه المتعددة في هذه المرحلة هي الأخرى بحاجة إلى دراسة وملاحظة وضبط وتوجيه ـ حتى يسير النمو في الطريق الصحيح ـ بالشكل الذي ينعكس إيجاباً على سلوكيات الناشئة وتوافقهم الاجتماعي .
مفهوم النمو :
النمو لغة : هو " النَّماء ويعني الزيادة. نمى ينمى نميْاً ونُميّاً  ونماءً : زاد وكثر وربما قالوا نُموَّاً ، وأنميت الشيء ونميِّته جعلته نامياَ.
والنمو في الاصطلاح هو : " تغيير مطرد في الكائن الحي يتجه به نحو النضج " .
والنمو بمعناه النفسي يتضمن التغيرات الجسمية والفسيولوجية من حيث الطول والوزن والحجم والتغيرات التي تحدث في أجهزة الجسم المختلفة والتغيرات العقلية المعرفية والتغيرات السلوكية الانفعالية ، والاجتماعية التي يمر بها الفرد في مراحل نموه المختلفة " .
ومما سبق يمكن القول : إن المقصود من النمو هو التغيرات التي تحدث للإنسان متجهة به إلى النضج الجسمي والعقلي والسلوك الانفعالي والعلاقات الاجتماعية وغيرها من خصائص النمو الأخرى .
أهمية دراسة النمو عند التربويين :
تتبين أهمية دراسة النمو عند التربويين بوجه خاص في مساعدتهم على التعرف على مكونات الشخصية عند طلابهم ومطالب النمو ، واحتياجاته التي تعد عاملا مؤثراً في توجيه سلوكياتهم فضلا عن معرفة ما لديهم من القدرات العقلية التي تتباين عند الطلاب ، وهو ما يعرف عند التربويين وعلماء النفس " بالفروق الفردية " ، وأثر ذلك في التعليم النشط والفعال ، وفي الإرشاد الطلابي والتوجيه الاجتماعي ، والإشراف التربوي التعليمي ، وهي جوانب أساسيه في حياة الطالب بوجه خاص .

أهم خصائص النمو في المرحلتين المتوسطة والثانوية :
هناك مجموعه من الخصائص المشتركة لنمو الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ويمكن تفصيل هذه الخصائص فيما يلي:   
أولا ـ النمو الجسمي والحركي : 
1. تستمر معدلات الزيادة في النمو الجسمي بصفه عامه، حيث 1 ـ يزداد الطول والوزن ، ويتحسن المستوى الصحي بصفة عامة ، ويزداد النضج والتحكم في القدرات المختلفة ويبلغ النمو الجسمي أقصاه عند الذكور في سن الرابعة عشرة .   
2 ـ  قد يظهر عدم التناسق بين أجزاء الجسم المختلفة نتاج طفرة النمو .
3 ـ  يؤثر مفهوم البدن على الصحة النفسية للطالب في هذه المرحلة بشكل كبير مما يجعله يهتم بالألعاب الرياضية خاصة تلك التي صاحب شعبية كبيرة بين أقرانه.
4 ـ  قد يحدث إقبالا على تناول الطعام بشراهة في هذه المرحلة.
5 ـ  يصبح التوافق الحركي في هذه المرحلة أكثر توازناً، مما يسمح للطالب بممارسة مختلف ألوان النشاط الرياضي .
العوامل المؤثرة فيه  :
من أهم العوامل المحددات الوراثية والتغذية وإفرازات الغدد خصوصا الغدة النخامية التي تفرز هرمونات النمو .
ويلاحظ نقص الانتظام أو التناظر بين أجزاء الجسم المختلفة .
ما يجب على المربين مراعاته :
إعداد المراهقين للنضج الجسمي والتغيرات الجسمية التي تطرأ في هذه المرحلة .
تجنب المقارنة بين الأفراد ، فالفروق الفردية في معدلات النمو تلعب دورا هاما هنا .
الاهتمام بالتربية الصحية والقضاء على الأمية الصحية .
ثانيا ـ النمو الانفعالي :
يظهر على المراهق في هذه السن انفعالات يلونها الحماس ، وتتطور لديه مشاعر الحب ، ونلاحظ عليه الحساسية الانفعالية ، وهي ردة فعل لا تتناسب مع المثير ( في الفرح أو الحزن ) ، وفي هذه الحالة يراعى عدم المغالاة في التأنيب ، ومعالجة المشكلة بأسلوب تربوي .
ويميل المراهق إلى التمرد والاستقلالية ، ويغضب كثيرا ، وتنتابه حالات من الاكتئاب ، وتكون لديه ثنائية في المشاعر نحو نفس الشخص ، كما أنه يشعر كثيرا بالخجل والانطواء ، وفي هذه الحالة يجب منحه الثقة بالنفس من خلال تعزيز المواقف الإيجابية ، والأخذ برأيه إن كان صائبا ، وإشراكه في المناقشة وحل المشكلة المطروحة ، وتشجيعه ومشاركته في البرامج الإذاعية والثقافية .
ومن خصائص هذا الجانب أيضا :
. الشعور بالتفرد ، وفي هذه الحالة يجب مراعاة التالي :
ـ تكليف من يتصف بهذه الخاصية بالعمل في إطار الجماعة .
ـ توضيح أهمية العمل الجماعي و مردوده الإيجابي على مجموع الأقران .
ـ أن ينبه الطالب بما للعمل الفردي من مآخذ في كثير من الأحيان .
ومن مظاهر النمو الانفعالي أيضا : ظهور الخيال الخصب ، وأحلام اليقظة ، واتصاف الحياة الانفعالية بعدم الثبات الانفعالي والتناقض الوجداني ، ولشعور بالقلق والاستعداد لإثبات الذات والاستقلالية ، النظر إلى السلطة في كل صورها بعين الاعتبار .
العوامل المؤثرة فيه  :
ـ التغيرات الجسمية الداخلية والخارجية  .
ـ  العمليات والقدرات العقلية  .
ـ التآلف الجنسي  .
ـ نمط التفاعل الاجتماعي  .
ـ معايير الجماعة  .
ـ  المعايير الاجتماعية العامة  .
ـ الشعور الديني  .
ما يجب على المربين مراعاته  :
1 ـ  المبادرة بحل أي مشكلة انفعالية وقت حدوثها  .
2 ـ العمل على التخلص من التناقض الانفعالي ، والاستغراق الزائد في أحلام اليقظة  .
3 ـ  مساعدته في تحقيق الاستقلال الانفعالي والفطام النفسي .
ثالثا ـ النمو الاجتماعي :
 ويمكن تلخيص أهم مظاهر النمو الاجتماعي في هذه المرحلة بما يلي :
1 ـ  يتم في هذه المرحلة التطبيع الاجتماعي الفعلي الذي يؤدي إلى تكون المعايير السلوكية .
2 ـ  يميل الطالب إلى الاتصال الشخصي ومشاركة الأقران في الأنشطة المختلفة .
3 ـ  يميل الطالب إلى الاهتمام والعناية بالمظهر والأناقة.
4 ـ  يميل الطالب إلى الاستقلال الاجتماعي وبصفة خاصة داخل الآسرة .
5 ـ مسايرة الجماعة والرغبة في تأكيد الذات.
6 ـ  البحث عن القدوة والنموذج .
7 ـ  نمو القدرة على فهم ومناقشة الأمور الاجتماعية .
8 ـ  الحساسية للنقد والميل إلى الجدل مع الكبار .
9 ـ ظهور الشعور بالمسؤولية الاجتماعية .
10 ـ الميل إلى مساعدة الآخرين .
11 ـ لا يرضى أن توجه له الأوامر أمام الآخرين .
العوامل المؤثرة فيه  :
*  الاستعداد واتجاهات الوالدين وتوقعاتهما .
*  الأسرة ومستواها الاجتماعي  .
*  الأصدقاء وآراؤهم  .
* مفهوم الذات  .
*  المدرسة ومطالبها  .
*  النضج الجسمي والفسيولوجي  .
*  الخبرات الاجتماعية الأولى  .
*  المجتمع والثقافة العامة  .
ما يجب على المربين مراعاته  :
1 ـ  الاهتمام بالتربية الاجتماعية  .
2 ـ  الاهتمام بتعليم القيم والمعايير السلوكية السليمة  .
3 ـ تشجيع التعاون مع أفراد الأسرة والمؤسسات الاجتماعية .
4 ـ  إشراك المراهق في مختلف الأنشطة  .
5 ـ  ترك الحرية له في اختيار أصدقائه ، مع توجيهه إلى حسن الاختيار  .
6 ـ  احترام ميله ورغبته في التحرر دون إهمال  .
7 ـ  توسيع خبراته ومعارفه بالنسبة للجماعات الفرعية في المجتمع الكبير  .
رابعا : النمو العقلي :
1 ـ ينمو الذكاء العام بسرعة ، وتبدأ القدرات العقلية في التمايز، ويصل ذكاء الطالب إلى أقصى حد يمكن أن يصل إليه في نهاية هذه المرحلة .
1 ـ  تظهر سرعة التحصيل، والميل إلى بعض المواد الدراسية دون الأخرى .
3 ـ  تنمو القدرة على تعلم المهارات وكتساب المعلومات .
4 ـ  يتطور الإدراك من المستوى الحسي إلى المستوى المجرد.
5 ـ  يزداد مدى الانتباه وتطول مدته .
6 ـ  يزداد الاعتماد على الفهم والاستدلال بدلاً من المحاولة والخطأ أو الحفظ المجرد .
7 ـ  ينمو التفكير والقدرة على حل المشكلات واستخدام الاستدلال والاستنتاج ، وإصدار الأحكام على الأشياء ، وتظهر القدرة على التحليل والتركيب ، وتتكون القدرة على التخطيط والتصميم .
8 ـ  تزداد القدرة على التعميم والتجريد .
9 ـ  تتكون المفاهيم المعنوية عن الخير والشر والصواب والخطأ والعدل والظلم .
10ـ  تظهر القدرة على الابتكار بشكل اكبر.
11 ـ تتضح طرق وعادات الاستذكار ، والتحصيل الذاتي والتعبير عن النفس .
12 ـ غالباً ما يميل الذكور إلى متابعة الموضوعات الميكانيكية والرياضية والعددية
خامسا ـ النمو الجنسي :
    لعل من أهم مظاهر هذا النمو ما يلي :
1 ـ  ظهور الميل إلى تقليد أحد البالغين من نفس الجنس والإعجاب بتصرفاته .
2 ـ  بداية ظهور الميول التي تتعلق بالرغبة في الزواج .
3 ـ  تصل الانفعالات الجنسية إلى قمة نشاطها .
4 ـ وصول الذكور إلى أقصى نمو فلولوجي جنسي .
الممارسات التربوية :
ومن خلال معرفتنا بالخصائص السابقة عن نمو طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية ، ينبغي على المعلم الاهتمام بمراعاة ما يلي :
1 ـ  تنمية الاستعداد البدني لممارسة الألعاب الرياضية .
2 ـ إتاحة الفرصة أمام الطلاب لتنمية هواياتهم ، واختيار نوع الدراسة التي يتفوقون فيها .
3 ـ  ضرورة وجود القدوة الصالحة من الآباء أو المعلمين .   
4 ـ توفير فرص الاحتكاك والتفاعل الاجتماعي السليم ، وتعلم المعايير الاجتماعية السائدة .
5 ـ  ضرورة وجود جماعات النشاط المختلفة بما يكفل شغل أوقات الفراغ .
6 ـ  تزويد الطلاب بالمعلومات الجنسية الصحيحة في إطار شرعي سليم .
نصائح وإرشادات للمعلم في المرحلة المتوسطة
1 ـ  ساعد تلاميذك على فهم المعاني عن طريق المناقشة داخل الصف . 
حدد معنى بعض المفاهيم والمبادئ قبل بداية أية مناقشة  .
كن صبورا متفهما قدر الإمكان لسلوكيات تلاميذك وأحسن توجيههم إذا أظهروا شرودا أو سلوكا سيئا .
الجأ إلى أساليب متنوعة لمساعدة الطلاب على تركيز الانتباه ، كاللجوء إلى حل الألغاز داخل الصف من حين إلى آخر
وجه أسئلة حول مستقبل الطالب وما يجب أن يكون عليه عندما يكبر .
أحسن التعامل مع الطالب وتفهم انفعالاته  .
تجنب معاقبة الطالب لأمور تافهة أو أمور لم يرتكبها .
كن مرنا عند تصحيح أوراق الامتحانات .
9ـ لا تكثر من الواجبات المنزلية المرهقة أو الغير هادفة  .
10ـ عزز ثقة الطالب بنفسه وارفع من معنوياته دائما  .


 نصائح وإرشادات للمعلم في المرحلة الثانوية:
احرص على إتاحة الفرصة لطلابك للمرور في خبرات مختلفة  .
وجههم لطرق البحث عن المعلومات وشجعهم على ذلك .  
تفهم طبيعة تفكير طلابك ليسهل عليك الاتصال بهم  .
ساعد طلابك على استيعاب المفاهيم والأفكار التي تتعلق بالحياة والمستقبل  .
كن صديقا جيدا لطلابك وحاول التقرب منهم وتوجيههم للأفضل  .
ابتعد عن أساليب السخرية أو النقد أو العقاب لطلابك وتفهم المرحلة التي يمرون بها .
7ـ استثمر المناقشة الصفية للتعرف على مستوى تفكير تلاميذك وخبراتهم السابقة واعمل على تطويرها .
8ـ قدم خبرات تتناسب ومستوى تلاميذك مع قليل من التحدي الحافز  .
9ـ استخدم مبدأ التعلم عن طريق اللعب والتعلم عن طريق الخبرة المباشرة مع التلاميذ  .
10ـ نظم درسك بحيث يسهل على التلاميذ عملية التعلم  .
11ـ تدرج من الكل إلى الجزء ، ومن السهل للصعب ومن المعلوم إلى المجهول ومن المحسوس لشبه المحسوس فالمجرد  .
12ـ احرص على مراعاة الفروق الفردية في عملية الإعداد والتخطيط والتنفيذ  . 
13ـ احرص على تحديد استعداد تلاميذك للتعلم قبل البدء بالدرس  .
14ـ احرص على ملاحظة أداء تلاميذك لأنشطة التعلم القبلي
 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق